قصص وعبر| خروف العيد.. ضحية المدمن‎
قصص وعبر| خروف العيد.. ضحية المدمن‎


قصص وعبر| خروف العيد.. ضحية المدمن‎

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 31 يوليه 2020 - 05:44 م

جحظت عيناها، وانطلقت من بين ثنايا فمها صرخات مكتومة، تلطم خديها ووجهها عندما اكتشفت اختفاء خروف العيد الذي قامت بشراءه، تنساب الدموع على وجنتيها، تحادث نفسها بصوت يشوبه ألم وغصة بعدما أصابتها حالة من الضجر، والغيظ من تصرفات زوجها المدمن الذي حول حياتها إلى جحيم، وقام بسرقة خروف العيد فبدلا من أن يجعله أضحية لأولاده الصغار بل قام بشراء المخدرات لقضاء سهرة يوم الوقفة مع أصدقاءه.

عاد الزوج مع انطلاق آذان الفجر، يترنح، بينما جلست الزوجة في انتظاره، تتساقط دموع الحزن والحسرة على وجنتيها وسط التكبيرات المنبعثة عبر ميكروفونات المساجد، انتفضت من فوق مقعدها تحتضن طفليها الصغيرين اللذان انهمرا في البكاء أيضا، تسأله عن خروف العيد الذي قامت بشراءه بعدما اقتصد من مصروف المنزل كي تُسعد أطفالها، وما إن واجههته بالحقيقة وقيامه بسرقته، وصرف نقوده على المخدرات لقضاء سهرة مع أصدقاءه غير مبال بها ولا بأطفاله الصغار.


ثارت ثائرته، وهو محمر العينين، منتفخ الاوداج، وأخبرها بكلمات التوبيخ، والشتائم وانفض عليها كالأسد الجريح يسدد لها الضربات المتتالية بجميع أنحاء جسدها، غير مبال بأطفالها الصغار الذين أصابتهم حالة من الذعر والهلع وانخرطوا في بكاء مرير، وتجمع الجيران على صرخات الزوجة التي قررت ترك منزل الزوجية، وتوجهت إلى عائلتها تروي لهم تصرفات زوجها الذي اعتدى عليها بالضرب وسرقته خروف العيد، كي يشبع رغباته، وتعاطيه المخدرات مع أصدقاءه السوء، تدخل الأهل والأقارب في محاولة لتهدئة الأمور بين الزوجين، لكن كانت المفاجأة التي وقعت على رأس الزوجة كالصاعقة، وكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، عندما همست لها إحدى صديقاتها بأن زوجها المدمن متزوج عرفيا من إحدى الفتيات، منذ فترة طويلة.


رجت الصدمة كل كيانها، وسيطر عليها فزع هز أوصالها، وأعاق أنفاسها عن الخروج، وكاد قلبها مولعا مرتعدا أن يقفز من بين ضلعيها، تستغيث، وتتلمس الخروج من هذا المأزق، والانفصال عن هذا الزوج المدمن، والذي باءت كل محاولاتها معه بالفشل، وتحملت العيش معه ١٠ سنوات من أجل أطفالها، أو على أمل أن تأتي الأيام بجديد، لكن زواجه عرفيا قصة على كل ذرة أمل في أن تعود إليه مرة أخرى.


 واتخذت القرار، وتوجهت إلى محكمة الأسرة بإمبابة تطلب الخلع من زوجها المدمن الذي قام ببيع خروف العيد، ارضاءا، وإشباعا لرغباته، ليس ذلك فحسب بل تزوج عليها عرفيا من امرأة أخرى، مما أهان جلالها ودنس قدسيتها وأهدر كرامتها.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة